تحميل كتاب النظام القوي والدولة الضعيفة إدارة الأزمة المالية والتغيير السياسي في عهد مبارك pdf

تحميل كتاب النظام القوي والدولة الضعيفة إدارة الأزمة المالية والتغيير السياسي في عهد مبارك pdf

الكاتب: Samer Soliman

التقييم:4.21

تاريخ النشر: 1-2006
Goodreads

كان المؤلف من الأوائل الذين توقعوا انهيار نظام مبارك لما لمسه من ضعف بدأ يدب في أوصال الدولة المصرية ويتسلل إليها من خاصرتها الرخوة متمثلة في الخلل الاقتصادي وتراجع الموارد. هذه الاختلالات يرصدها المؤلف على مدار الكتاب بالاعتماد على معطيات اقتصادية صلبة تستند إلى تحليل موازنة الدولة من جهة وتعقب مداخيلها وأوجه صرفها خلال السنوات التي سبقت الثورة، فضلا عن موقع الشعب من الاقتصاد المصري ومدى استفادته منه. فالتحليل الدقيق لمالية الدولة الذي ينكب عليه المؤلف يكشف مجموعة من الحقائق التي تفسر قيام الثورة في مصر، واستمرار الأزمة حتى اليوم، لعدم انتفاء مسببات الانهيار الاقتصادي. وأهم ما تفضحه الأرقام أنه وراء قوة نظام مبارك المفترضة يكمن ضعف الدولة المصرية نفسها، والذي عكسه العجز المريع عن مواصلة الدعم المالي لبعض السلع الاستهلاكية الأساسية، بدءاً من زيت الطبخ وليس انتهاءً بالقمح، وهو ما يفترق مع سياسات الأنظمة المتعاقبة في مصر والتي حرصت على إحكام قبضتها الأمنية والسياسية عبر أجهزة الشرطة والمخابرات مقابل توفير الخدمات والسلع الأساسية. لكن هذه المعادلة شرعت في الاختلال طوال العقود القليلة الماضية، وذلك رغم الدعم المالي الخارجي المهم الذي يصب في خزينة الدولة، فالولايات المتحدة مثلا خصصت لمصر من 1974 وحتى 2011 ما لا يقل عن 64 مليار دولار لبقائها ملتزمة باتفاقية السلام مع إسرائيل، مع توجيه أغلب هذه المساعدات المالية إلى الجانب العسكري، الأمر الذي حرم باقي القطاعات من الدعم. ويقارن الكاتب بين الدعم المقدم لمصر ونظيره الموجه لإسرائيل، فرغم أن الأخيرة تلقت مساعدات أكثر مما خُصص لمصر، فقد عرفت كيف تنفق الأموال على القطاعات الحيوية لتصبح إسرائيل رائدة اقتصاد المعرفة في المنطقة. يضاف إلى ذلك العامل الديموغرافي، حيث لا يتجاوز عدد سكان إسرائيل سبع ملايين نسمة، بينما يصل عدد السكان في مصر 80 مليون نسمة. والنتيجة أن المساعدات الخارجية، بالإضافة إلى ريع قناة السويس، وعائدات النفط المحدودة… كل ذلك تبدد على يدي نظام يقوم على الفساد ورعاية المصالح الخاصة، وهو ما انعكس في النهاية على المجتمع وفئاته المحرومة التي خرجت في النهاية، وبأعداد هائلة، إلى ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط النظام.