تحميل كتاب المنهجية العامة pdf
الكاتب: عبد الفتاح بن صالح بن قديش اليافعي
التقييم:4.50
نبذة عن الكتاب نظرتُ في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبي نعيم الأصبهاني الأشعري (… وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقيلٍ وقال، وصراع طويل، فقام إليه [أي قام إلى أبي نعيم] أصحاب الحديث «بساكين الأقلام» وكاد الرجل يقتل. قلت ما هؤلاء بأصحاب الحديث، بل فجرة جهلة أبعد الله شرهم) اهـ. كلام الذهبي. وقد تقدم معنا قول الإمام الذهبي عن الإمام الباقلاني (قلت [القائل الذهبي] هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة بالجدل والبرهان رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وأهل البدع، وكان يرد على الكرامية وينصرُ الحنابلة عليهم، بينه وبين أحل الحديث عامر، وإن كانوا يختلفون في مسائل دقيقة فلهذا عامله الدارقطني بالإحترام) اهـ. إن تلك الفتنة وفتن مشابهة، قد أثَّرت على العلاقة بين أهل السنة على مر القرون، ولكنها في بعض القرون قد تكون أشد وفي بعضها قد تكون أخف. ولا زالت هذه الفتنة تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في واقعنا المعاصر، مع أننا أحوج ما تكون إلى الألفة والاتحاد والتعاون، لأننا في زمن تكالبت فيه الأمم على أمة المسلمين، ورموهم عن قوس واحدة، بينما تجد أهل الإسلام وخصوصاً أهل السنة ما زالوا في صراعات لفظية أو غير لفظية، وما زالوا غارقين في الجدل البيزنطي، والأعداء على الأبواب.