تحميل كتاب المرأة بين عباس العقاد ونزار قباني pdf
الكاتب: عصام الحلبي
التقييم:2.36
أول ما يطالعنا في كتاب المرأة بين عباس العقاد ونزار قباني هو السؤال الكبير الذي يطرحه المؤلف على نفسه لست أدري ما الذي دفعني الى القيام بهذه المغامرة الأدبية الخطيرة، تلك المغامرة التي جعلتني أزج بنفسي بين هذين العملاقين الكبيرين..
ويجيب المؤلف ان الإيحاء النفسي، ربما، والولع في مقارعة الصعب، والحب الشديد الذي يكنّه لعباس محمود العقاد ونزار قباني على حد سواء، قد جعل من هذا الموضوع هاجساً له، يفكر فيه منذ زمن بعيد، وهو موضوع المرأة كما نظر اليها كل منهما، وماذا كتبا فيها من آراء وأفكار. على أن المؤلف يقرّ بأنه ليس حكماً بينهما، ولا يمكن له أن يكون، كما يفيد بأنه لن يقف في صف واحد منهما ضد الآخر، وإنما هي رؤية أدبية خالصة وحيادية، يعتبرها إحياءً لذكرى هذين الرجلين بعد ان رحلا عن هذه الدنيا.
يبدأ الكتاب من حيث بدأت المساجلة بين العقاد والقباني عندما قال الأول إن نزار قباني قد دخل مخدع المرأة ولم يخرج منه. ومن المعلوم ان العقاد قد توفي سنة ١٩٦٤، أي قبل ثلاث سنوات من تاريخ التحوّل الكبير الذي وقع في شعر نزار قباني وفي شعر غيره من الشعراء العرب المعاصرين، حين أخرجت حرب الخامس من حزيران الأدباء والشعراء والمفكرين، اضطراراً من جلودهم القديمة وحملتهم قسراً على ان يقولوا في غير ما كانوا يقولون فيه. وقد أجاب نزار على كلمة العقاد بحنكة الدبلوماسي وقدرته على ان يدفع بالكلام في ناحية يحتملها نقضه وهو يعلم ان المراد حقيقة غير هذا الظاهر.. أجاب شعراً ونثراًً.
يقول نزار في حوار ثوري مع طه حسين
ضوء عينيك أم هما نجمتان كلهم لا يرى وأنت تراني
كُتِبَ العشقُ يا حبيبي علينا فهو أبكاك مثلما أبكاني
في الكتاب مقارنة بسيطة بين حياة كل من الرجلين. القباني دافع عن المرأة في بعض قصائده وهبط بها في قصائد أخرى. والعقاد لم يكن عدواً للمرأة، وحياته حافلة بعلاقات مع أكثر من واحدة.
مؤلِّف الكتاب عاشق للشعر محب للأدباء حافظ لشعرهم وحكمهم، وسيجد القراء في ما ذكره وما اختارمن شعر هذين العملاقين متعة كبيرة وفائدة أثيرة.