تحميل كتاب القانون المسعودي pdf

تحميل كتاب القانون المسعودي pdf

الكاتب: Abu Rayhan Al-Biruni

التقييم:4.11

Goodreads

ويشتمل هذا الكتاب على إحدى عشرة مقالة كلٌّ منها مقسمٌ إلى عدد من الأبواب تبلغ في مجموعها مائة واثنان وأربعون باباً تغطي جميع الأرصاد والنظريات الفلكية في ذلك الوقت بالإضافة إلى ما توصل إليه علماء الحضارات السابقة والمعاصرين للبيروني، مع نقد العالم المطلع وتفنيد الآراء دون تحيز أو محاباة.

وقد وضع البيروني نصب عينيه ألا يأخذ النظريات والأرصاد قضية مسلماً بها بل ناقش البراهين والأدلة وأضاف إليها من عندياته وأعاد الأرصاد أكثر من مرة لكي يستوثق من صحة النتائج. وإلى جانب الناحية الفلكية المباشرة، نرى البيروني قد خصص بعض أجزاء من كتابه تناول فيها عدة مواضيع تتصل بعلم الفلك من قريب وبعيد. ففي المقالة الثانية تعرض بصورة موجزة لتواريخ الأنبياء والملوك من عهد سيدنا آدم عليه السلام حتى ملوك عصره وذلك للصلة الوثيقة بينها وبين التقاويم المختلفة والتواريخ المشهورة. ولم يقتصر على سرد الأعياد والمناسبات بل أشار إلى أصلها والأسباب التي جعلت منها عيداً دينياً أو مناسبة مشهورة.

وفي المواضيع الأخرى المتصلة بعلم الفلك، أفرد البيروني المقالة الثالثة للرياضة والقوانين الخاصة وجداول حساب المثلثات التي تعتمد عليها النظريات والأرصاد والحسابات الفلكية. وحتى في هذا الموضوع الفرعي ظهر نبوغ البيروني وعمق أبحاثه وآرائه وتوخى الدقة في المسائل الرياضية فتوصل إلى قوانين الاستكمال في صورتها المبسطة والتي نسبت إلى نيوتن وجريجوري بعده بستمائة عام.

ولم يكن توصله إلى هذه القوانين من قبيل المصادفة أو التخمين، بل نتيجة للبحث في دقة الجداول الرياضية السابقة وطرق استخدامها. وفي المقالة الرابعة التي تحتوي على 26 باباً ناقش البيروني عدة مسائل، من بينها إيجاد الزاوية بين مسار الأرض حول الشمس ومستوى خط الاستواء وتعيين الوقت وتعيين خطوط الطول والعرض للبلدان. وكعادة البيروني في الإشارة إلى أعمال الآخرين، جمع النتائج التي توصل إليها علماء الفلك في الهند واليونان والمعاصرون له من العرب وكيف أن هذه النتائج قد اختلفت فيما بينهم. وهو في تسجيله لهذه النتائج أعطى كل ذي حق حقّه، حتى ولو كان عن طريق السماع.

ولما كانت الأرصاد الفلكية على اختلاف أنواعها وما يتصل من تحديد الأوقات وتعيين اتجاهات أماكن العبادة تعتمد على معرفة الجهات الأصلية، فقد أفرد باباً خاصاً لتعيين خطّ نصف النهار. وذكر سبع طرق مختلفة للوصول إلى ذلك، مشيراً إلى مزايا ومساوئ كل منها، وإحدى هذه الطرق من أصل هندي، ناقشها ثم أضاف إليها بعض التحسينات وأخيراً شرح مع البرهان طريقاً هندسياً له يوفر الوقت الذي يقضيه الفلكي في انتظار اللحظات المناسبة للأرصاد.

وخصّص في كتابه باباً لمعرفة أوقات الاعتدالين الربيعي الخريفي والمنقلبين الصيفي والشتوي عن طريق الأرصاد، ومن أهم الأبحاث الفلكية التي كتبها، بحثه المتعلق بحركة أوج الشمس وهو أبعد المواقع السنوية بين الشمس والأرض. وبالرغم من عدم إيمانه بالتنجيم، إلا أنه خصص المقالة الأخيرة من كتابه “القانون المسعودي” بالحديث عنه، ولكنه تناوله من الناحية الرياضية وطرق الحسابات الفلكية البحتة التي يحتاجها المنجمون.