تحميل كتاب القاعدة الصّعود والأفول - تفكيك نظرية الحرب على الإرهاب pdf
الكاتب: فواز جرجس
التقييم:3.38
يؤسِّس هذا الكتاب، كما يعتقد المؤلِّف، ومن خلال ما يكفي من الأدلة، لفكرة أن التهديد الأصلي الذي كانت تمثّله “القاعدة” قد انتهى. فمعظم قادتها المجرّبين اعتقلوا أو قتلوا، وأُبدلوا بناشطين من غير خبرة أو فاعلية؛ والمتطوعون الجدد لن يأتوا.
ويرى المؤلِّف أن موت بن لادن فجّر أزمة قيادة داخل “القاعدة” التي كان ينقصها، في الأصل، بنية فعّالة للقيادة والسيطرة؛ فما من واحد من الموجودين في التنظيم يمتلك الآن كاريزما بن لادن وموقعه. وفي كل الأحوال، فأزمة “القاعدة” بنيوية ووجودية وتتجاوز الأشخاص. ففاعليتها الميدانية المتآكلة، والإخفاقات العسكرية المتتالية التي لاحقتها فاقمت من أزمة الشرعية والسلطة في هذا التنظيم؛ وفي هذه النقطة تحديداً يكمن الإخفاق الأكبر للجهاد الأممي.
فهل خسارة “القاعدة” التأييد العام الإسلامي لها (والذي لم يكن لها في يوم)، بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية، هما ما يفسّر الكارثة على مستوى القيادة التي قام رهانها على كسب أفئدة المسلمين وعقولهم في إطار إحداث صدام حضارات بين العالم الإسلامي والغرب المسيحي؟ وهل تفاقمت أزمة “القاعدة” أكثر حين نجح مواطنون عرب في قلب حكّامهم المستبدّين، من دون اللجوء إلى العنف والإرهاب. وإذا نجحت الثورات العربية في ملء الفراغ في شرعية السلطة السياسية، فهل تكون الفرصة متاحة لتلاشي “القاعدة” وأخواتها من الفروع المحلية. وحينها، حينها فقط، لا تموت “القاعدة” كما مؤسّسها، فحسب، بل يُسمح لها أخيرًا أن تموت؟
أسئلة، وفرضيات كثيرة، يجيب عنها المؤلِّف، رصدًا وتحليلًا ونقدًا، في سياق بحث معمّق، وموثّق، يتناول عوامل نشوء وصعود “القاعدة” وأسباب ضمورها وتشتّت أركانها وشعاراتها.
يقع الكتاب في 271 صفحة.