تحميل كتاب العمارة الإسلامية؛ سجالات في الحداثة pdf
الكاتب: علي ثويني
التقييم:4.20
نبذة النيل والفرات
يتعلق البحث في هذا الكتاب “بمفاهيم التراث والحداثة المعمارية”. لقد عانى التراث “من التهميش في صلب الثقافة العربية بالرغم من أهميته المزدوجة في كونه عاكساً لحراك الوعي من جهة ومحركاً للوعي الاجتماعي من جهة أخرى”، كما أن “مولود الحداثة المتداول في ثقافتنا العربية ليس من صلبها، فما زال السجال قائماً في مرجعيته، وهل هو ريادي ويخصنا وتولّد من حاجة ذاتية، أو صدى لصوت انطلق على الضفة الأخرى..”. يربط المؤلف الباحث الناشط، والخبير في فن العمارة، الذي يحمل دكتوراة في تطور العمارة الإسلامية، بين “مفاهيم الحداثة في الثقافة عموماً وفي العمارة حصراً”، ويبحث في تياراتها، وفي تجلياتها العملية. ويقسّم بحثه إلى ستة فصول، يبدأها بمدخل عام إلى مفهومي التراث والحداثة وسياقاتهما، وإلى سجالات حول مفهوم الحداثة الإسلامية. يعالج في الفصل الثاني مواضيع تتعلق بالحداثة المعمارية العالمية، وبالتجربة العراقية، وبحركة ما بعد الحداثة وممارساتها، وصولاً إلى الفلسفة التفكيكية وتأثيرها في العمارة، وإلى تفكيكية “زها حديد” المعمارية العراقية التي “قفز اسمها إلى مصاف فحول العمارة العالمية”. أما الفصل الثالث فيخصصه الباحث للحديث عن التراث الإسلامي والحداثة، في سياقات وتصانيف حداثية، وفي دراسة العمارة الشعبية وارتباطها باسم المهندس “حسن فتحي” الذي اشتهر بتقديمه منهجية لـ “عمارة الفقراء”، وفي البحث عن مفهوم “عمارة بلا معماريين” أو “العمارة الفطرية”. كيفية استلهام التراث من عمائر الإسلام، وعملية التثقيف المعماري العربي وعلاقتها بالإنترنت، يجدها القارئ في الفصل الرابع. يفصّل الفصل الخامس نماذج من الممارسات المعمارية في كنف الحداثة الطراز المعرّب، العمارة العضوية ومفهومها الإسلامي، العمارة الخليجية بين عقلانية الموروث والغلو الحداثي، تراثية المساجد وحداثة المراكز الإسلامية، المركز الإسلامي في استوكهولم، وعمارة الطفل بين التراث والحداثة. ترك المؤلف الفصل الأخير لنقد الحداثة المعمارية، ليتطرق إلى مفاهيم الحضارة والمدنية والعمارة، وإلى الإشارة أن الغربيين يراجعون حداثتهم، وإلى الحاجة للفلسفة وآليات النقد، فالثقافة العربية تمكث “قابعة في هامش ردود الفعل، ولا تتجشم الخوض في الفعل والمبادرة، بسبب طبيعة الأنظمة وهامش الحريات”. يأمل المؤلف في أن يكون كتابه قد شّكل “حافزاً يحّث على سجال ويؤسس لقاعدة عمل مشترك، ومن ثم يكون مبادراً لمشروع تنويري يشمل شجون الفكر، وتكون العمارة إحدى إحداثياته ودالاته الفاعلة”.