تحميل كتاب العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية pdf
الكاتب: منذر الحايك
التقييم:4.17
في مرحلة عاصفة من مراحل التاريخ العلمي؛ حيثُ هاجمت أوروبا بكُلِّ قوَّاتها أرض الشام لإقامة دولة لاتينية مسيحية فيها ، وفي الوقت نفسه تقريباً هبَّت عاصفة التَّتَار، التي لم تُبقِ، ولم تذر ، واكتسحت الشَّرقَ الإسلاميَّ وُصُولاً إلى بلاد الشام .فكيف كانت العلاقات بين الدُّول في عصر تلك الأحداث الجسام، التي شملت عالم ذلك الزَّمان برُمَّته؟
هذا السُّؤال الكبير يُجيب عنه الكتاب الذي بين أيدينا ، فهُو يرصد العلاقات الدّوليَّة في أهمِّ أشكالها السِّياسيَّة والعسكريَّة.
نستعرض في الكتاب علاقات دُول وشُعُوب وقوى عسكريَّة وسياسيَّة مُتعدِّدة ومُختلفة، منها بعض القوى الدّاخليَّة، مثل قبائل البدو، وبعض الوُزراء، والقادة، وكثير من الدُّول الكُبرى والصُّغرى، مثل التَّتَار، والخوارزميَّة ، والسَّلاجقةالرُّوم، والأتابكة، والأراتقة ،وأشراف الحجاز، والإسماعيليَّة ،والمماليك ،والمُوحِّدين ،والإمبراطُوريَّة البيزنطيَّة، وأرمينيا، وجُورجيا، والنّوبة، ومملكة القُدْس الفرنجيَّة،
وإماراتها في أنطاكية، وطرابلس، والدّولة البابويَّة، والجُمهُوريَّات الإيطاليَّة، والإمبراطُوريَّة الجرمانيَّة، وفرنسا، والنّمسا، وإنكلترا، وهنغاريا، والفلمنك.
بعد كُلِّ ذلك؛ نجد أنفسنا ـ وجهاً لوجه ـ أمام الواقع السِّياسي، والعمل الدّوبلُوماسي لدُول تعيش في عصر لم يعرف إلا الحديد، والنار، لحلِّ مُشكلاته، أو تحقيق أطماعه.فكانت الحُلُول العسكريَّة هي كُلُّ ما يخطر على البال ، مع أنَّه لم نعدم ـ حتَّى في ذلك العصر ـ مَنْ يمدُّ يده عبر حُدُود الأديان والأوطان؛ ليطلب العيش بسلام.