تحميل كتاب العصبية القبلية من المنظور الإسلامي pdf

تحميل كتاب العصبية القبلية من المنظور الإسلامي pdf

الكاتب: خالد بن عبد الرحمن الجريسي

التقييم:2.83

Goodreads

يلامس الدكتور خالد الجريسي في كتابه «العصبية القبلية من المنظور الإسلامي» ملفاً هو من أكثر الملفات الاجتماعية سخونة وحساسية في السعودية، وحاول أن يعطي معالجة شرعية بحتة للإشكالية الفكرية حول الوضع المجتمعي الخاص باستقبال التصنيف ذي العلاقة بشأن القبيلة أو الحاضرة أو غيرهما. وتتسم هذه المحاولة بالتركيز على استجلاب النص الشرعي المتوافر من القرآن والأحاديث النبوية في كافة تفاصيل وقراءات المؤلف، مع تركيز خاص على المصطلح الاجتماعي «الخضيري»، هذا الجانب الحساس الذي تدركه شرائح المجتمع السعودي بكافة مكوناته.

ويؤكد المؤلف على أهمية تهذيب النظام الاجتماعي بقوة النص الشرعي القادر على ممارسة دور فاعل في تهيئة المجتمع لتقبل الظرف الاجتماعي المتسق مع إنسانيته والمتواكب مع أخلاقياته الفطرية. ويتضح ذلك بجلاء في استناده الكبير الى الدليل القرآني والأحاديث النبوية وتطعيم جميع صفحات الكتاب بها، التي ربما يدل عليها عدد الاستشهادات التي بلغت 42 آية قرآنية و79 حديثا نبويا بالإضافة إلى 18 فتوى شرعية.

ودعم الدكتور خالد الجريسي كتابه الجديد «العصبية القبلية من المنظور الإسلامي»، الذي وزع عبر مؤسسة الجريسي، بحثه على عدد من العلماء والأدباء، كان من بينهم الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، والدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، والأديب المخضرم عبد الله بن محمد بن خميس، الذين أجمعوا كلهم على أهمية تناول هذه القضية.

فذكر الشيخ المنيع بأن قيمة الكتاب جاءت لما يحويه من دراسة تحليلية للطبقية البشرية في الجزيرة العربية ومدى ظلم القوي للضعيف، مشيرا إلى أن إشكالية العصبية القبلية تمثل فتنة طبقية ناتجة عن ضعف الوازع الديني، توضحت من خلال انقسام المجتمعات الإسلامية إلى طبقات فتفشت معها الآثار السلبية.

وأفاد المنيع أن المؤلف وفق في تأليف الكتاب لما يمثله من دعوة صريحة إلى مقت العصبية واتخاذ المعايير الإسلامية للكفاءة، وإيلاء المكانة العليا للتقوى، والديانة، والأمانة، في حين يتوجب إيثار الدين على العواطف ونزعات الشر والبعد عن شيم النفوس الظالمة، ونبذ العنصرية والطبقية باعتبارهما فيروس المجتمع البشري بصفة عامة والإسلامي بصفة خاصة، على حد تعبيره.

واتفق المنيع مع ما توجه إليه الكاتب من الانتقاد الشديد لهذه الطبقيات الأثيمة، وضرورة الرجوع إلى المعايير الإسلامية في التقوى والالتزام، مشددا على تنبيه اختتم به مقدمته بالقول «اني من طبقة تدعي حقها في العلو والترفع لرفعة نسبها وحسبها، فأنا من قبيلة قحطانية، إلا أن المعيار الصحيح للكفاءة والكرامة هو التقوى والصلاح».

أما الشيخ الجبرين فوصف مؤلف الكتاب بأنه أحسن في مواجهة الآثار السيئة من الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والتمسك بالعادات المتلقاة من الآباء والأجداد، محذرا مما يترتب عليها من مخاطر كالتحزب والتفرق وهو الأمر المخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية.

في حين لفت الأديب المخضرم ابن خميس في تقديمه للكتاب، إلى أن العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس هي إحدى الأسس التي قام عليها الدين الإسلامي، مفيدا أن البحث ناقش قضية العصبية القبلية والطبقية بأسلوب علمي مدروس لاسيما أسوأها ـ بحسب وصفه ـ العصبية في اختيار الزوج والزوجة.

وأوضح ابن خميس أن موضوع العصبية لم ينشأ في يوم وليلة، لذا فإن علاجه لن يتم في يوم وليلة، مشيدا بالكتاب بقوله «مثل هذا البحث القيم خطوة جيدة وجريئة في هذا الطريق».

وتوصل الكاتب، الذي استند الى 142 مرجعا ومصدرا علميا شرعيا وفكريا وثقافيا حديثا وقديما، إلى إن المجتمعات الإسلامية أفرزت تعصبا قبليا فيه كثير من الأمراض والعلل من فرقة وتنافر وعنوسة وحتى الفتنة والفساد.