تحميل كتاب العراق.. سبعة آلاف عام من الحياة pdf

تحميل كتاب العراق.. سبعة آلاف عام من الحياة pdf

الكاتب: سليم مطر

التقييم:3.25

تاريخ النشر: 2013
Goodreads

“صحيح أن تاريخ العراق فيه الكثير من العنف والخراب، بسبب خصوبة سهوله ونهريه الوفيرين وموقعه الجغرافي وإحاطته ببلدان جبلية وصحراوية، مما جعله يتعرض دائماً للاجتياحات والاحتلالات وعمليات التخريب بالاضافة الى غدر النهرين والفيضانات المدمرة. لكن هذه العوامل أيضاً جعلت العراق موطناً لأولى وأغنى الحضارات الانسانية، حيث الخصب الروحي والإبداع الجمالي والعلمي. وهو أكثر بلدان الأرض في احتوائه عواصم ومدن حضارية خالدة، قدمت للبشرية أعظم الانجازات أور وبابل ونينوى والكوفة والبصرة وبغداد… أما العراق فمنارة الشرق، وسرة الأرض وقلبها، اليه تحادرت الحياة، وسرة الأرض وقلبها، اليه تحادرت الحياة، وبه اتصلت النضارة، وعنده وقف حدّ الاعتدال، نصفت أمزجة أهله، ولطفت أذهانهم، واحتدت خواطرهم، واتصلت مسراتهم، فظهر منهم الدهاء، وقويت عقولهم، وثببت بصائرهم، وقلب الأرض العراق، وهو المجتبى من قديم الزمان، وهو مفتاح الشرق، ومسلك النور، ومسرح العين، ومدنه المدائن وما والاها، ولأهله أعدل الألوان، وأنقى الروائح، وأفضل الأمزجة، وأطوع القرائح، وفيهم جوامع الفضائل، وفوائد المبرات، وفضائله كثيرة لصفاء جوهره، وطيب نسيمه، واعتدال تربته، وإغداق الماء عليه، ورفاهية العيش به”.
هذا ما جاء في مروج الذهب للمسعودي، وهو حكيم يصف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه العراق وأهله. ولما يزل الكلام عن العراق الى اليوم كما كان بالأمس. فالعراق هو قبلة الحضارة ومنارة العلم وهذا ما يشهد التاريخ عليه. وإلى هذا فإن سر عظمة العراق التاريخية وعبقريته الحضارية يكمن في موقعه الاستراتيجي وسط منطقة الشرق الأوسط التي تمتد من ايران الى مصر، ومن تركيا الى الجزيرة العربية، وتعتبر من أخطر وأعرق وأهم وأغنى مناطق العالم، منذ فجر التاريخ وحتى الأبد. وأن الظروف قد شاءت أن يكون العراق، طبيعياً وجغرافياً وسكانياً في مركز هذه المنطقة الخطيرة التي قامت فيها أولى وأعرق الحضارات. فهو وادٍ سهلي يجري فيه أوفر نهرين (دجلة والفرات)، يجعلاه وطناً خصيباً ومفتوح الحدود، محاط من كل ناحية بأوطان كبيرة وفعالة تتشكل من الجبال والهضاب والبوادي شبه الجافة والصعبة ايران والأناضول والشام والجزيرة العربية. لقد ظل العراق طيلة تاريخه سهلاً خصيباً مفتوحاً ووطن استقبال وتمازج شعوب المنطقة، التي ظلت تأتيه سلماً وغزواً. ان هذا الدور المركزي والاستقبالي هو الذي منح العراق هذه القدرة العجيبة على الانفتاح والابداع الحضاري، لكن أيضاً جعله دائم التوتر والانتكاس بسبب تكالب الطامعين والمغامرين والمحتلين عليه. ان هذه الثنائية التناقضية الحادة، بين خصب وسهلية أرض العراق وقسوة الهضاب والجبال والبوادي المحيطة، هي التي دفعت العراقيين وفرضت عليهم الكفاح والابداع من أجل السيطرة على النهرين وتنظيم الري وبناء السدود للسيطرة على الفيضانات الموسمية، والاستعداد لفترات الجفاف والملوحة والقحط، بالاضافة الى مواجهة الجماعات الجبلية والصحراوية الطامعة. ومن هذا الواقع الطبيعي الجغرافي تكوَّن العراق والعراقيون ونشأ معهم تاريخهم وإرثهم الحضاري منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يؤرخ وبشمولية واختصار لجميع مراحل تاريخ العراق. ويعدّ أول كتاب يقدم التاريخ مصوراً، حيث احتوى على مجموعة كبيرة من الصور بلغت 500، حكت عن تاريخ امتد من العصر الحجري حتى العصر الحديث. وتجدر الاشارة الى أن هذا الكتاب موجَّه للقراء من سن 12 الى سن 112، وإلى الهواة كما للمختصين وإلى العراقيين وغير العراقيين، فهو مع قيمته المعلوماتية الأكاديمية، يمثل قيمة جمالية امتاعية تجذب القارئ وتروي فضوله.