الكاتب: أحمد إبراهيم الفقيه
التقييم:1
تاريخ النشر: 2015
من الرواية <br /><br />” ….استقطبت تاهرت أهل الابداع لما تتيحه لهم من أجواء الحرية، وما يقدرون عليه من تعبير عن أفكارهم، وخلجات نفوسهم،ودقائق ما يخامر عقولهم من آراء، دون خوف من مصادرة أو حبس أو عقاب، كما يحدث لأمثالهم في البلاد الأخرى، وبمثل ما هناك شعراء يلتزمون بالحدود الأخلاقية والدينية للنجتمع التاهرتي الإباضي، من علماء وقضاة وفقهاء يقرضون الشعر، فإن هناك شعراء غيرهم، يعشقون التمرد، والخروج على المألوف، ينطبق عليهم الوصف القرآني لهم، الذي جاء في الآية الكريمة التي تقول” والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون”. وأحد شعراء التمرد هؤلاء، شاعر يتشبث باتباع منهج حامل لواء الشعر العربي امرؤ القيس، في التشبب بالنساء وتسقط أخبارهن، وملاحقة الجميلات منهن، ويسعى وراء خلقات الندامى في حوانيت بيع الخمور، على طريقة سلفه طرفة بن العبد، وهو خير من يقدم الوجه العابث اللاهي، من وجوه تاهرت، إذ إنه وجه لا يمكن لأية حاضرة ذات مكانة متميزة في العالم أن تخلو منه، هو الشاعر أبو خراز التاهرتي، وهذه بضعة أوراق من دفتر هذا الشاعر<br /><br />ورقة أولى<br />لست تاهرتياً، لأنه لا أحد من أهلها ولد تاهرتياً…”