تحميل كتاب الطريق إلى الرق pdf

تحميل كتاب الطريق إلى الرق pdf

الكاتب: Friedrich A. Hayek

التقييم:3.56

تاريخ النشر: 2007
Goodreads

وصف جون تشامبرلين في تمهيده للطبعة الأولى من كتاب “الطريق إلى الرق”، الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية على أنها “زمن من التردد” إذ كانت بريطانيا والقارة الأوروبية تواجهان مهمة إعادة البناء وإعادة صياغة الدساتير، وهي مهمة رهيبة. أما الولايات المتحدة، التي تجنبت الدمار المادي الذي لحق بأوروبا الغربية فقد كانت رغم ذاك تحاول أن تتعافى من ضربات السوط الاقتصادي في علاج اقتصاد قادته الحرب وأخرجته من الكساد الكبير. كانت هناك ثمة رغبة في الأمن والعودة إلى الاستقرار، في كل مكان. لم يعد المناخ الفكري مستقراً وثابتاً. فظهور الفاشية، ومن ثم هزيمتها وفرت مساحة واسعة جداً للمفكرين الذين كانوا أحراراً للتناحر على أي فكرة تنقصها التطهير العرقي والسيطرة السياسية الدكتاتورية. وفي الوقت نفسه، فإن الفكرة الخاطئة والواسعة الانتشار القائلة بأن عدم معقولية السوق الحرة هي التي سببت الكساد، إضافة إلى أربع سنوات من إنتاج عام مركزي التوجه تقوده الحرب، وحقيقة أن روسيا كانت حليفة حرب للولايات المتحدة وبريطانيا، قد زادت جميعاً من قبول التيار السائد للتخطيط المركزي للاقتصاد زمن السلم. وفي تلك اللحظة المترددة وغير المستقرة ظهر الكتاب النحيف، الذي تحمل بين يديك الآن (عزيزي القارئ) نسخته الموجزة، ألا وهو كتاب فريدرك هايك “الطريق إلى الرق”. فقد شغل الكاتب وقت فراغه بين أيلول عام 1940 وآذار 1944 بكتابة “الطريق إلى الرق” الذي كان كما قال عنه الكاتب “واجباً لم يكن علي التملص منه” فكان أكبر من أي إسهام آخر في سيرته الذاتية، وكما يرى هايك نفسه، كان يشير فقط إلى المخاوف أو الهواجس التي تخلقها النزاعات الحالية في الفكر الاقتصادي السياسي في عقول الكثيرين الذين لا يستطيعون التعبير عنها علناً. ولكن مثلما يكون الأمر عادة، فإن هذه المهمة التي دفعه إليها شعوره بالواجب أحدثت نتائج جسيمة لم تخطر ببال المؤلف. ولقد وظف هايك علم الاقتصاد للبحث في عقل الإنسان مستخدماً معرفته التي كان قد اكتسبها لأجل تعرية الطبيعة الشمولية للاشتراكية ولتفسير كيف أنها تقود لا محالة إلى الاستعباد، ويكمن إسهامه الأعظم في اكتشاف الحقيقة البسيطة، والجسيمة في ذات الوقت، القائلة بأن الإنسان لا يعرف ولن يستطيع أن يعرف كل شيء، وعندما يتصرف وكأنه يعرف كل شيء، فإن كارثة ستقع. كان تأثير الأفكار البسيطة التي تضمنها كتاب “الطريق إلى الرق” فورياً، فقد أعيد طبع الكتاب ست مرات في غضون ستة عشر شهراً، وترجم إلى العديد من اللغات الأجنبية، وتم تداوله علناً في العالم الحر، وسراً في ما وراء القضبان على حد سواء. وليس من المبالغ فيه أن نقول أن كتاب الطريق إلى الرق منع بشكل تلقائي ظهور الاشتراكية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وبذر بذور الحرية في الاتحاد السوفييتي التي تنامت وأتت ثمارها بعد 45 عاماً من تاريخ صدوره. فقد أخرجت بعض الشعارات الاشتراكية كـ”الجمعية” من تيار الجدل السياسي، حتى أن الاشتراكيين الأكاديميين قد أجبروا على التراجع عن دفاعهم عن التخطيط الاشتراكي المتزايد. ولكن القيمة الحقيقية لـ”الطريق إلى الرق” لم تكن في الضربة المفاجئة التي أعطتها للناشطين والمفكرين الاشتراكيين -على الرغم من أهميتها- ولكن في الانطباع الخالد الذي تركته في أذهان المفكرين السياسيين والاقتصاديين في الأعوام الخمسة والخمسين اللاحقة وباعتراف هايك نفسه، فإن “هذا الكتاب أصبح، على نحو غير متوقع نقطة بداية لأكثر من ثلاثين عاماً من العمل في حقل جديد”.