تحميل كتاب الضئيل صاحب غية الحمام pdf
الكاتب: أحمد سمير سعد
التقييم:3.80
سميحة تنهض بجسدها المثقل من طول الجلوس. تقصد نحو عقب السيجارة الملقي من شقة ابن مسافري الخليج. تلتقطها ثم تعود لتجلس خلف حزم الخضرة المرصوصة علي خيش يغطي قفصين خشبيين موضوعين متجاورين.
كانت موقنة من خلو الشارع. كانت في يقين كذلك من أن الضئيل بأعلى السطح يتابعها.
العقب لسيجارة تم لف بفرتها يدوياً. فكتها ليسقط بين يديها الحشيش المفروك.
في تحدٍ تحدق بعينين ثابتتين لامعتين نحو السطوح حيث الضئيل. تتمني لو تري عينيه. بالتأكيد يري هو عينيها. أقسمت الست مديحة بحياة أولادها أنه ملك نظر حاد مكنه من إرشاد الشرطة إلي خاتم رآه وهو يسقط من اللصوص في الشارع بينما كان علي السطح.
تحدق فيه بثباتٍ أكبر رسالتها إليه واضحة. حول منصة بيعها للخضر تدور الأحاديث. تتفتح كنوز الأسرار. ملكت مفاتيحها وستملكها إلي الأبد, ولن تقبل المنافسة.
بالتأكيد التهمها بنظراته عندما كانت تدس يدها في صدرها هازةً ثدييها كي تحررهما من شد الملابس المعروقة الملتصقة بهما بعد أن تتيقن من خلو الشارع, سال لعابه كذلك علي فردها لرجليها, تدليكها لفخذيها.
عند الغروب وقبل انصرافها دار الحديث من جديد. هناك فاجرة دعته إلي فراشها كي لا يشي بها, أحدهم مده بالمال كي يراقب بيته طوال مدة سفر قاطنيه. رجل طلب منه أن يتابع سلوك ابنته…….
-7-
الراقصة تنزع عنها العباءة السوداء, تكشف عن بدلة لامعة للرقص ولحم أبيض ناعم. بعض ضيوف العرس ينضمون إليها, يرقصون إلي جوارها علي المسرح المقام في وسط الحارة.
أعلي السطح وقف الضئيل. الظلام يوشك علي الحلول. أمسك برايةٍ ضخمة, يحركها يميناً ويساراً داعياً الحمام إلي الهبوط.
الحمام تجمع من فوقه كسربٍ ضخم, يحلق في دوائر استعداداً للهبوط.
مسامعه يجتاحها بين الحين والآخر أصوات الزغاريد, الطلقات المندفعة نحو السماوات المفتوحة احتفالاً.
من علٍ يسقط. يهرعون نحوه. يحيطون بالجسد وقد هشمه الارتطام واخترقت صدره رصاصة طائشة.
………………….
المجموعة الأولى لأحمد سمير سعد
والحائزة على جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة