تحميل كتاب السلطان و المنزل pdf

تحميل كتاب السلطان و المنزل pdf

الكاتب: محمد شعبان صوان

التقييم:4.50

تاريخ النشر: 11-9-2013
Goodreads

في سنة 1896 كتب الأديب إبراهيم المويلحي بقصد السخرية من ضعف الدولة العثمانية أنها “ في ميزان الدول العظام أخفهن علي الإطلاق كفة و أقلهن رجحاناً “ . كان هذا أقصي ما تعاب عليه الخلافة العثمانية دولة عظمي و لكنها ضعيفة ، في زمننا هذا نري كلام المويلحي ترفاً فكرياً ، فالحال الذي سخر منه ، و هو أن نكون ضمن الدول العظمي و إن كنا أضعفها ، أصبح حلماً بعيد المنال في زمن دول التجزئة المجهرية التي لا قيمة ولا وزن لها علي الإطلاق في الساحة العالمية

و لقد كتب الكثير عن ضعف الدولة العثمانية في آخر مراحلها و عن حالة الهزيمة و التراجع التي سيطرت عليها ، و لكن ما تحاول هذه الدراسة إظهاره أن الدولة لم تستلم للضعف الذي حل بها بعد قرون من القوة و التقدم ، و ذلك بقيامها بجهود كبري في جبهتين مقاومة التمدد الإمبريالي الغربي الذي حاول دائماً إبقائها ضعيفة متخلفة يسهل استغلالها و ابتزازها ، بالإضافة إلي جبهة البناء الداخلي للخروج من الضعف و التخلف ، و قد حققت الخلافة العثمانية إنجازات كبري علي الجبهتين رغم أنها كانت في آخر أيامها ، و تمكنت من ذلك بالإمكانات الواسعة التي وفرها المجال الموحد الذي كانت تمثله و الذي فرض عليها من جهة أخري منطق الدولة العظمي الذي لا يجيز لها التخلف عن بقية الكبار و إن طرأ عليها ضعف في زمن سبقت فيه أوروبا العالم كله فإن عليها سرعة الإستدراك

و ذلك خلافاً لدول التجزئة التي قامت علي أنقاض العثمانيين و ولدت ميتة منذ البداية فلم تستطع الإعتماد علي أنفسها في الدفاع عن وجودها أو إطعام سكانها أو كفاية حاجاتهم و ذلك لقلة مواردها و عدم تكاملها مع بعضها البعض بل تنافسها و تحاسدها مما هو من طبيعة التعدد و الإنقسام و التي جعلت الحل الأسهل لبقاء أصحابها هو التبعية لمستغليها من الدول الكبري المعادية ، و لهذا هضمت حقوقنا و استبيح وجودنا و زال أثرنا في الساحة العالمية ، و ثبت أن حالة الوحدة مع ضعفها أفضل من الإنقسام بعافيته