تحميل كتاب الزوبعة، الجيل الثالث ج6 pdf

تحميل كتاب الزوبعة، الجيل الثالث ج6 pdf

الكاتب: زياد قاسم

التقييم:5.00

تاريخ النشر: 6-2003
Goodreads

مرة واحدة يتولى المفتي قيادة الحركة الوطنية بفصائلها المختلفة وعوائلها المتنازعة ويضع نفسه نداً لسلطات الانتداب التي علق عليها آماله سنين عديدة. للمرة الأولى يبايع بمثل هذا التوافق الشعبي الذي لم يحظ به أحد من زعماء فلسطين باستثناء عز الدين القسّام الذي خلّدت اسمه دماؤه. أجبر المفتي على قيادة الانتفاضة التي تمخضت عن موت القسام، كي لا يتولاها القساميون وعلى رأسهم سيف الحجاج الذي صار اسمه مغناة الأرياف… كتب أو جبران في الزفير قبل أن تغلقها السلطات، بأن هذا الإجماع يعتبر فرصة تاريخية لتوحيد الجهود الفلسطينية. وفهم من كتابته قبول سيف بقيادة المفتي الذي سحب البساط من تحت أرض الجميع، وعلى رأي منافسيه من عائلة النشاشيبي الذين رحل معظمهم خلال الأحداث إلى بيروت. قبل المفتي دعوة الملوك والقادة من أجل إنهاء الأحزاب والعودة إلى الهدوء.. تناولت الهيئة الحربية العليا للاجتماع، فأعربوا عن ندمهم على السعي لإيقاف الانتفاضة. لكن الحاج أمين طمأنهم. ما يزال القساميون والجهاديون يعتصمون بالريف والجبال، كان إيقاف الانتفاضة فرصة لهم لالتقاط الأنفاس والتزود بالسلاح. لا يخفيه تهديد دومفيل. بريطانيا تعي أن المساس به سيفجر الوضع من جديد. حتى لو فوّت عليه الحصار المشاركة في مؤتمر بلودان، فإن ذلك لم يؤثر في قرار الزعماء العرب الذين رفضوا تقسيم فلسطين بين العرب واليهود. قبل أن ينهي الاجتماع فوجئ بالقوات البريطانية تحاصر مقر الهيئة من جميع الجهات… راوغ المجتمعون قائد القوة، بينما المفتي يرتقي سطح البناية إلى أخرى تجاورها..”.

في عملية استرجاعية، يستحضر زياد قاسم الجزء القاتم من تاريخ العرب والمسلمين، تلك الفترة والمسماة بالخيانة الكبرى عندما تسللت فلسطين من بين الأيدي. في هذا الجزء يركز الكاتب على الجيل الثالث ممن عايشوا إرهاصات الخيانة وحضورها الملح على أرض الواقع حيث هبّ الجميع لمواجهة الاحتلال وكان ذلك م كوادر عز الدين القسام.

يتناول الروائي الأحداث التاريخية بدقة، ينتقي تلك التي كان لها أهميتها وذلك بمهارة المؤرخ وأمانته، وببراعة الأديب الكاتب بأسلوب يضع القارئ رهن تسلسل الأحداث في متابعة شغوفة للوقوف على نتائج المواجهات مع كل من بريطانيا وفرنسا في تلك الفترة، يتابع القارئ ذلك وفي نفسه إحساس بأن الكاتب يطمح إلى إيصال معانٍ من خلال رموز زوبعته، أو حتى كأن زوبعة ذكرياته هذه أثارتها شخصية هي كانت رمز من رموز النضال الفلسطيني، والذي من خلالها يستحثّ زياد قاسم الهمم والنفوس للتمثل بها.