تحميل كتاب الرومي بين الشرق والغرب pdf
الكاتب: خالد محمد عبده
التقييم:4.12
يسافر كتاب” الرومي بين الشرق والغرب”، للباحثة المغربية عائشة موماد والباحث المصري خالد محمد عبده، الصادر عن “مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية”، بالقارئ عبر أهم محطات حياة جلال الدين، وأهم الكتابات والدراسات التي أنجزت عنه بين الشرق والغرب، لتبيان مقام هذا الرجل الصوفي الذي قدم الكثير للإنسان والإنسانية.
تبقى العبارات كوعاء للمعنى من أصعب المغامرات التي قد يخوض فيها الكاتب للحديث عن أحد أعمدة الصوفية والفكر الحر الذي يؤمن بالحب وبالإنسان في أسمى معانيهما، إذ على الرغم من أنه كتبت عن الرومي دراسات كثيرة بلغات عديدة، وانشغلت في بدايات القرن الفائت نخبة من الأساتذة العرب في مصر والعراق وسوريا وغيرها من البلدان بكتاباته، حيث قدموا لنا جزءا كبيرا من تراثه في صورة عز الحصول على مثلها اليوم، ورغم تقدم المعارف وسهولة الوصول إلى المعلومة والمواد على العكس ما كان من قبل، إلا أن الاهتمام العربي بالرومي لازال نادرا.
سيرى القارئ في كتاب “الرومي بين الشرق والغرب”، من جهة، كيف كانت مصر سباقة بطباعة المثنوي باللغة الفارسية في مطبعة بولاق، وكيف اجتهد أكثر من عالم في الأزهر أو في الجامعة المصرية ومعاهد اللغات الشرقية ليعرفوا القارئ العربي بكنوز التراث الصوفي المكتوب الفارسية، كما سيوجه عناية القارئ إلى إسهام كوكبة منسية في نقل المعارف الصوفية، وتعريف ما قدمه الرومي للإنسان ولأسباب الحديث عنه اليوم، ولسوء الاهتمام به الذي وصل إلى حد الهوس. ومن جهة أخرى سيتعرف القارئ عن قرب عن جزء منتخب من الكتابات الغربية عن الرومي، وعن الحضور المولوي في الكتابات الغربية التي قدمت نسقه باندهاش وباهتمام بالغ.
وركزت معظم المقالات على ترجمات رصدت عوالم مولانا جلال الدين الرومي من دين العشق إلى خطى الرومي وسفره في أحضان المولوية، وبهذا الصدد اجتهدت الباحثة موماد في ترجمة أهم النصوص التي كتبت عن جلال الدين الرومي بالفرنسية، لتكون تكملة لما قدمه الباحث المصري عبده حول المساهمات العربية التي روت عن مولانا الذي كان يمتطي بلغته فرس الحقيقة لتسطع معه شمس الكلمات ويضع قلبه ملكا للمالك الذي علمه أن يبصر العالم بقلبه.
من خلال فلسفة “أيها القلب لم تخشى أهل الدنيا؟..إن الحق محسن…ومنعم…وكريم…ورحيم” يقدم لنا كتاب”الرومي بين الشرق والغرب” رسالة كونية لا يمكن إلا أن تكون واحدة لكل الناس عبر القرون، ويصحبها احترام عميق لخصوصية كل تقليد، كونها أكثر خصوصية مثل أشعة الدائرة، التي رغم اختلاف منحاها فإنها تلتقي في المركز، كما يضعنا في نسق “لا أشتم ورد كل حديقة، ولا أبالي بكل شوك”، في زمن أصبح الخطر يحوم حول الروحانية إما برفضها، أو بهروب يائس نحو دوغمائية جامدة أو طوائف منحرفة.
وجدير بالذكر بأن عائشة موماد باحثة مغربية متخصصة في التصوف، والباحث خالد عبده باحث مصري ، حاصل على ماجستير في الفلسفة من جامعة القاهرة، مختص في الإسلاميات والتصوف، صدر له كتاب عن (أمّية النبي محمد) في التراث الإسلامي، أعدّ وحقق ثلاثة كتب في أدب الجدل والدفاع بين الإسلام والمسيحية ثلاثتها لمحمد توفيق صدقي المعاصر للأستاذ الإمام محمد عبده. يكتب في المجلات والدوريات العلمية والجرائد مقالات تهتم بالشأن الديني في مصر.