تحميل كتاب الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري pdf

تحميل كتاب الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري pdf

الكاتب: محمود إسماعيل

التقييم:3.90

Goodreads

نبذة النيل والفرات
لعبت الخوراج دوراً بارزاً في تاريخ بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري، وأثروا في أحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما كانت بلاد المغرب أكثر بقاع العالم الإسلامي تقبلاً لعقائد الخوارج وأكثرها حماساً لنصرتهم. فباعتناق المغاربة مذهب الخوارج، رفعوا علم الثورة على الأمويين والعباسيين، وانتهى بهم الأمر إلى إقامة إمارتين مستقلتين هما إمارة بنى مدرار وإمارة بنى رستم.

وبقيامهما شهدت بلاد المغرب عصراً من الاستقلال السياسي والازدهار الاقتصادي والثقافي كان لها عوضاً عن فترة القلاقل والاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية التي صحبت عصر الثورة.

ثم قامت الدولة الفاطمية، وقضت على دول المغرب المستقلة، فهب الخوارج من جديد ضد الفاطميين وسياستهم القائمة على التعصب للمذهب الشيعي، وهددوا بإزالة النفوذ الفاطمي من بلاد المغرب. حقيقة لم يقدر لثوراتهم النجاح، إلا أنها أرغمت الفاطميين على التحول من سياسة العنف والتعصب إلى اللين والاعتدال.

قصارى القول –أن تاريخ المغرب الإسلامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري تأثر بحركات الخوارج تأثراً كبيراً. وعلى الرغم من ذلك، ما زال هذا التاريخ يفتقر إلى دراسة متكاملة عن الخوارج في المغرب وأثرهم في تطوره السياسي، ودورهم في تاريخه من بدء الثورة إلى تحقيق الاستقلال، ثم العودة إلى الثورة مرة أخرى. لا ننكر أنه ظهرت بعض الدراسات الخاصة بثورات الخوارج، لكنها عولجت في ثنايا التاريخ العام للمغرب الإسلامي، أو في ثنايا الحديث عن سياسة عمال الخلافة في البلاد. كما ظهرت كتب تعرض لدول الخوارج في المغرب لكنها لم تتناول أكثر من ظروف قيامها فقط. هذا هو ما قرره ثقاة الدارسين من أمثال جوتييه، وفورنل، وجوليان، وبيكيه، وجورج مارسيه.

انطلاقاً من هنا فقد ارتأى الدكتور “محمد إسماعيل عبد الرزاق” وضع دراسة التي بين يدينا في محاولة لسد هذه الثغرة التاريخية فعرض لتاريخ الخوارج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري وذلك بعد أن قام بتقسيم مادة دراسته إلى أبواب خمسة تناول الباب الأول دعوة الخوارج في بلاد المغرب، وتضمن ظروف الخوارج في الشرق الإسلامي التي دفعت بهم إلى الهجرة والانتشار في بلاد المغرب. وعرض لأحوال بلاد المغرب قبيل ظهور الخوارج وملاءمتها لدعوتهم. ثم عالج كيفية انتشار مبادئ الخوارج الصفرية والإباضية في بلاد المغرب وإقبال البربر على اعتناق هذه المبادئ.

وخصص الباب الثاني لثورات الخوارج في بلاد المغرب، حيث تضمن دراسة لأسباب ثورات الخوارج –صفرية وإباضية- ووقائع تلك الثورات وتبيان نتائجها وآثارها. أما الباب الثالث فقد تضمن تاريخاً لدول الخوارج في بلاد المغرب، تناول دولتي بنى مدرار الصفرية وبنى رستم الإباضية من حيث ظروف قيامهما وعرض سياستهما الداخلية، وتحديد علائقهما الخارجية. وأفرد الباب الرابع لدراسة الخوارج والفاطميين، حيث عرض لدور الفاطميين في إسقاط دولتي بنى مدرار وبنى رستم، ثم ثورات الصفرية والإباضية على الحكم الفاطمي.

ونظراً لما أحدثه الخوارج من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية فضلاً عن آثارهم السياسية في بلاد المغرب، ولما كانت تلك الجوانب تحتاج لدراسة مستفيضة متعمقة، فقد أفرد لها الباب الخامس من البحوث. وفي الخاتمة، تم إيجاز النتائج التي تمخضت عنها هذه الدراسة