تحميل كتاب الخطاب الفلسفي العربي الإسلامي المعاصر pdf
الكاتب: شبر الفقيه
التقييم:0.0
لم يأت هذا البحث ليعرض فلسفة أي من الفلاسفة الذين تعرضت لهم، كما لم يكن من أهدافه أن يقدم سيرهم وأطوار حياتهم، فهذه أمور تكفل مؤرخوا الفلسفة بها، أن مهمة هذا البحث هي النظر في الشروط الموضوعية والذاتية التي تقف وراء صياغة الخطاب الفلسفي العربي الإسلامي وهو موضوع أقرب إلى سوسيولوجية المعرفة منه إلى تاريخ المعرفة، إذ أنه يهتم بظاهرة منهجية تطبع الخطاب الفلسفي العربي الإسلامي هي ظاهرة (الازدواجية) هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد حاول ربط هذه الازدواجية وأثرها بالفكر الفلسفي العربي الإسلامي المعاصر، كما حاول كذلك واستناداً إلى المعطيات التاريخية المتوفرة على حياة هؤلاء الفلاسفة وعصرهم أن يعثر على الظواهر السياسية والاجتماعية والثقافية التي كرست هذه الظاهرة في فكر فلاسفة الإسلام، وذلك ما يجعل القارئ غير المتخصص لا يستطيع الاستفادة منه كثيراً في فهم فكر فلاسفة الإسلام أو التعرف على الموضوعات التي طرقوها، لأن الاهتمام ينصب أساساً على النقاط التي تعكس بوضوح أثر شروطها أو بتعبير أدق شاهد لخطتها التاريخية إلا أن ذلك لم يمنع وجود مباحث كثيرة تعرض نقاطاً أساسية من فلسفة هؤلاء الفلاسفة كما لم يمنع من التعرض -عندما ينطلب الأمر- لمناقشة بعض الطروح الفكرية التي طرحها بعض المفكرين المعاصرين حول الفلسفة الإسلامية لذلك جاء هذا البحث بشكله العام متقاطعاً في كثير من جوانبه مع عمل مؤرخ الفلسفة الإسلامية، لكنه تقاطع عرضي وشكلي. إن هذا الموضوع لم يأت عفواً بل جاء نتيجة الشعور بأهمية الكشف عن مظاهر هذه الظاهرة الفكرية وجذورها التاريخية، من أجل فهم أوضح لفكرنا الفلسفي العربي الإسلامي، ومن أجل الخروج من القراءات الأيديولوجية التي تصوغ ثقافتنا وتاريخنا وفق أهدافها وغاياتها وليس وفق شروطه وأهدافه.
وبالعودة لأقسام هذا البحث نجده قد جاء ي أبواب متعددة خصص الباب الأول منها لتحديد البيئة إلى أثر المتكلمين للفلسفة العربية الإسلامية. ثم حاول النظر في النتاج الفلسفي والوعي المنهجي العربي المعاصر. من خلال دراسة بعض المناهج وطرق توظيفها واستعمالها للمفاهيم في مسألة حيوية هي مسألة التراث ومحاولات تحدده.
وانطلاقاً من المعطيات التي حصل عليها في الباب الأول حاول في الباب الثاني والثالث أن يقوم بتطبيق تلك المعطيات على فكر بعض فلاسفة العرب المعاصرين وقد حدد منهجية الاحتيار لهؤلاء الفلاسفة وفاقاً مع احتياج البحث لكل شخصية تثري هذا، حيث قام الباب الثالث بدراسة بعض رواد المناهج الفلسفية من الفلاسفة المعاصرين والذين أقدموا على بلورة أسلوب منهجي وكانت لهم الريادة في دراسة الموروث الفلسفي العربي الإسلامي، ثم تعرض في فصوله التالية إلى أبرز الشخصيات المنهجية الفلسفية والتي نهضت بدور تأويلي للتراث كما تبناها أو مثلها فلاسفة ومفكرون عرب معاصرون من أمثال زكي نجيب محمود وحسن حنفي والذين مثلوا الموقع البنائي للنظرية التراثية السلفية والرؤية المنهجية الوصفية لإعادة التأسيس لتجديد التراث.
ثم كان على البحث النظر في النتاج الفلسفي والوعي المنهجي العربي المعاصر، وخصوصاً وقد أصبحت الساحة الثقافية والفكرية العربية تدوس أرضها مناهج مختلفة الاتجاهات ومتعددة المشارب. فحاول دراسة بعض مفكري هذه المناهج وطرق توظيفها واستعمالها للمفاهيم وبالتحديد في مسالة حيوية هي مسالة التراث ومحاولات تجديده. المسألة التي تجاذبتها تأويلات مختلفة بل ومتناقضة. ولربط الجانب التراثي بالتأويل العلماني للتراث كان لا بد من دراسة منظري هذه التوجه الفلسفي وعلى رأس هؤلاء الفلاسفة محمد عابد الجابري ومحمد أركون.
وعموماً كان ترتيب المادة المدروسة خاضعاً لضرورات منهجية أولاً وبنائية ثانياً وتاريخية ثالثاً، أي الطريقة ووضوح المفاهيم والنظرة الشاملة للتراث، ثم تأتي مرحلة الزمنية، كذلك انطلقنا من النص إلى النص. فبحث الإشكالية في سياق التماثلية التي تدخل عوامل السياق اللامتماثلي النظر لمسببات القول هذا في الفكر العربي لأنه ينقلنا إلى استراتيجية أخرى في البحث.