تحميل كتاب الحركات الإسلامية والديمقراطية دراسات في الفكر والممارسة pdf
الكاتب: فهمي هويدي
التقييم:3.77
إن أهمية “الإسلام” تتمثل لا فقط في ما يمثله من خبرات تاريخية، وإنما أيضاً في ما يمارسه من تأثير قوي للغاية في المرحلة الراهنة، كقوة سياسية وعقيدية وروحية، بفعل طبيعته ذاتها وصورته التاريخية. إن الإسلام منذ البداية كان أكثر من ديانة بالمعنى الضيق للمعتقدات والطقوس وضوابط السلوك. إنه نظام سياسي واجتماعي شامل، حيث شؤون الحاضر لا تقل أهمية عن شؤون المستقبل، وحيث تصح رسالته لكل زمان ومكان. فالإسلام، في حقيقته العقيدية التاريخية، نظام كلي شامل لا يفصل الدين عن الدولة، وليست ثمة ناحية في حياة المسلم لا ينظمها بالتشريع أو بالتوجيه.
من هذا المنطلق أولى مركز دراسات الوحدة العربية اهتماماً بالغاً ومبكراً بموضوع “الظاهرة الإسلامية” منذ أخذت تفرض نفسها على الساحات السياسية في أكثر من بلد عربي وإسلامي، حيث أصبحت إحدى متغيرات النظام العالمي الراهن، وبخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ومعسكره. ولقد انعكس هذا الاهتمام على صفحات مجلة المركز “المستقبل العربي” وفي هذا الكتاب مجموعة من الدراسات التي نشرت في هذه المجلة خلال العقد الأخيرة فقط، ويرجع ذلك الاهتمام الذي أولاه المركز إلى توجهه الأساسي، في ضوء أهدافه ورسالته، ناحية المساهمة في صياغة “المشروع الحضاري النهضوي العربي” وبلورة عناصره ومقوماته وآلياته.
وفي كل ذلك يشغل “الإسلام” بالضرورة مكانة رئيسية. وأما موضوع الدراسات التي هي مدار البحث فهي تتعلق بموضوع الحركات الإسلامية في الوطن العربي من زوايا متعددة، للإحاطة بتطوراتها المعاصرة، واستعادة مدلول الخبرات التاريخية السابقة، ومن ثم تحديد عناصر الاستمرار وعناصر التغير. ولهذا الاعتبار جرى تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام أساسية يدور القسم الأول حول العلاقة بين “الإسلام والسياسة”، حيث هناك معالجات متنوعة، تنتمي إلى تيارات فكرية متعددة الموضوعات من نحو “الإسلام والديموقراطية”، “الدين والسياسة”، “الدولة الإسلامية”، “الإسلام والسلطة الاجتماعية”. أما القسم الثاني فيتضمن مجموعة من الدراسات التطبيقية للحركات السياسية “الإسلامية”، ويتميز هذا القسم بوجود دراسات تقييمية لتلك الحركات، بالإضافة إلى دراسات مقارنة، جنباً إلى جنب مع دراسة حالات بعينها. وأخيراً يضم القسم الثالث مجموعة من الدراسات التي تهدف إلى استشراف مستقبل “الحركات الإسلامية السياسية” والمستقبل العربي إجمالاً.