تحميل كتاب الحالة السلفية المعاصرة فى مصر pdf
الكاتب: أحمد زغلول شلاطة
التقييم:5.00
هناك الكثير من المُصطلحات التي نتداولها اليوم كشيء مُسلم به عند إخضاعها للمنهج العلمي نجد أننا أمام مشكلة كبيرة تتمثل في تَعدد وتنوع التعريفات المتاحة وتعارضها وتشابكها مع بعضها البعض بشكل يثير اللبس والغموض . فلم يحظ مصطلح بالكثير من اللّغط حوله مثل ما حدث مع مُصطلح السّلفية ومُصطلح الوهَّابية وما بين مؤيد ومعارض يحتدم الخلاف ، فأنصارها متمسكون برؤاهم وأعداءها مُتحاملون عليها ، ولكلا الطرفين وجهه نظره وحُججه . فلنا أن نُعرف السلفية بأنها “ أسلوب تفكير يميل لإتخاذ أراء السلف والركون إليها كما هي ، واتخاذها مرجعية للحياة المعاصرة في كافة جوانبها “.
والنظرة المدققة لموضوع السلفية تؤكد أنا لسنا أمام كيان واحد متجانس يمكن تعميم النظرة له وكذلك الإستنتاجات بل الأكثر دقة أننا أمام عدة كيانات. وهنا يجب التمييز بين بعض المصطلحات كي نفهم الصورة بشكل أكثر وضوحا ، هناك فروقًا كثيرة بين “المنهج السلفي” ، و”المجال السلفي العام” ، و”الحركة السلفية”. “المنهج السلفي” قديم منذ قرون وله معالمه سواء تقديم الشرع على العقل ، ورفض التأويل ، والاستدلال بالكتاب والسنة على العقائد والأحكام. أما “المجال السلفي العام” فهو الفضاء الذي تتحرك من خلاله كافة الكيانات السلفية وجمهوره الغير منظم في جماعة ما ، فهو دومًا الجمهور المستهدف – للإخوان وللسلفيين - في كافة الفعاليات والإنتخابات ، وهذا المجال يشمل الكثير ممن يعتنقون الفكرة السلفية ويأخذون من كافة الشيوخ ، فالجميع عندهم أصحاب فضل وسبق ، وهو كيان غير محدد المعالم ، أو مُؤطّر تحت أي راية ، بل هو الوقود لكافة الفعاليات ذات الطابع الإسلامي عامةً والسلفي خاصةً. بينما “ الحركة السلفية “ نقصد بها الإطار الذي تتخذه هذه المعالم بشكل منظم ( هيئة ، حزب ، جمعية .. إلخ) أو بشكل غير منظم ( مشايخيات لها جمهورها ) وتتحرك هذه الحركات تحت رايته ، وتأخذه مرجعية لها وقاعدة فكرية. لذا فطبيعة السلفية منهجًا وفكرًا غير مرتبطة بكيان بذاته أو بجماعة بعينها.
صفحة الكتاب على facebook
ww.facebook.comAl7ala.Alslafia.Fe.Msr