تحميل كتاب البؤساء - فيكتور هوجو ، ترجمة حافظ ابراهيم pdf
الكاتب: فيكتور هوجو
التقييم:3.40
يقول شاعر النيل في مقدمة ترجمته تحت عنوان “ كلمة عن التعريب “
“هذا كتاب “ البؤساء “ وهو خير ما أخرج للناس في هذا العهد ، وضعه صاحبه وهو بائس وعربه معربه وهو يائس، فجاء الأصل والتعريب كالحسناء وخيالها في المرآة ، وضعه نابغة شعراء الغرب وهو في منفاه ، وعربه كاتب هذه السطور وهو في بلواه ، ولولا أنني أشرب بالكأس التي كان يشرب بها ذلك الرجل العظيم ، لما وصل مبلغ علمي الى مبلغ علمه ، ولما سبح يراعي في قطرة من سيول قلمه ، ولو ان لي قلما من أعواد اشجار الجنة ، وصحيفة من صحف إبراهيم وموسى ، وقد تلفتني البلاغة من كل جهة بفضلها ، فسموت الى لباب مصاصها ، وأخذت منها حاجتي ، لما حدثتني النفس بتعريب ذلك الكتاب ، لولا اتحادنا في الألم وتشابهنا في الشقاء .
وهو يهدي ترجمته بداية الى شيخه واستاذه الامام الراحل الشيخ محمد عبده شيخ الجامع الازهر ومفتي الديار المصرية وقتئذ فيقول له تحت عنوان “ إهداء الى الاستاذ الإمام “
إنك موئل البائس ومرجع اليائس ، وهذا الكتاب - أيدك الله - قدألم بعيش البائسين وحياة اليائسين ، وضعه صاحبه تذكرة لولاة الأمور وسماه كتاب “ البؤساء “ وجعله بيتا لهذه الكلمة الجامعة وتلك الحكمة البالغة ( الرحمة فوق العدل) ، وقد عنيت بتعريبه ، لما بين عيشي وعيش أولئك البؤساء من صلة النسب ، وتصرفت فيه بعض التصرف ، واختصرت بعض الاختصار ، ورأيت أن أرفعه الى مقامك الأسنى ورأيك الأعلى ، لأجمع في ذلك بين خلال ثلاث أولها التيمن بإسمك والتشرف بالإنتماء اليك , وثانيتها ارتياح النفس وسرور اليراع ، برفع ذلك الكتاب الى الرجل الذي يعرف مهر الكلام ومقدار كد الافهام ، وثالثتها إمتداد الصلة بين الحكمة الغربية والحكمة الشرقية بإهداء ماوضعه حكيم الغرب الى حكيم الشرق ، فليتقدم سيدي الى فتاه بقبوله ، والله المسئول أن يحفظه للدنيا والدين ، وان يساعدني على إتمام تعريبه للقارئين .
-