تحميل كتاب الانقلاب pdf
الكاتب: عادل اللباد
التقييم:3.85
قال لي أحدهم بعد ماطلبت منه إيضاح بعض الامور المتعلقة بحركة الطلائع الرساليين لن أعطيك شيئأ، فإن ماتكتبه سيقع في أيدي ( الس أي أيه)، وعليك أن تعرض عملك على مرجعك..؟
واحتج ثان في موقف أخر إذا ذكرت شيئا عني ولو باسمي الرمزي، فسوف أكشف للناس أنك بعت العسل في سوريا أما الثالث فقال إذا كتب الحجي عارف.. فلينتبه لما يكتب؛ لاننا سنفتح ملفاته؟
أما الرابع فقد قال لي- متوترا- في شبه ندوة عليك أن لاتشوه صورة بلدك حينما تكتب- وقصده صورة الحركة-، ثم أردف من أنت حتى تنتقد.. أتنتقد فلانا رئيس التحرير أم الوجيه الاجتماعي أم القائد الرسالي..أم.. إلى أخر الامأمات
… لاشك أن الكتابة في هذا المضمار مهمة بقدر ماهي خطرة وحساسة، ذلك لان التاريخ وليد أحداث صنعها الانسان. فهو متعلق-إذن بأشخاص ووجهات نظر متباينة، فـ (رب قبح عند زيد هو حسن عند عمرو) وامام هذا التباين تختلط الاوراق ويتداخل الخطأوالصواب.. وكل يدعي وصلا بليلى.. وكل يومئ إليك ليوجه الحدث إلى حيث يريد .. وأمام هذا اللجج المتموجة المظلمة هل نكتب التاريخ أم نحجم استسلاما للتهديد والوعيد، وإذذا ألقينا الضوء على أحداثه.. فهل نفرز الذين صنعوا تلك الاحداث والتموجات ونجعلهم في معزل عنها ام نضعهم في موقعهم من الحدث حفاظا على الحقيقة والامانة للأجيال القادمة؟
في حقيقة الامر إن من يكتب شيئا عن ذلك يضع نفسه في موضع لايحسد عليه، فهو يسير في طريق شائك ومتعرج، هذا إذا توفرت لديه الوثائق ، أما إذا كانت كثير من الاحداث التي تنقلها عن الذين عاصروها شفاهية، أو أرخت لموضوع عايشته بنفسك فإنك تضع نفسك في دائرة الشك وتحت طائلة الغضب.