تحميل كتاب الإنسان في ميزان القرآن pdf
الكاتب: حسن الباش
التقييم:0.00
لخلق الله للإنسان معجزة ، تماما كخلق السموات و الأرض و ما بينهما ، لم يخلقه عقلا مجردا و قال له فكر و تدبر ، و سر في الأرض و البحر و اصعد الجبال و اهبط إلى السهول ، و لم يخلقه روحا نورانيا و قال له كل و اشرب بلا فم و أسنان و معدة ، و لم يخلقه نفسا و قال له امتنع عن الملذات و لا ترغب ، و لم يخلقه جسدا بمفرده و قال له أحب و اكره و فكر و اعبد. خلق الله للإنسان معجزة لأن الخلق متكامل، تتفاعل أجزاؤه ببعضها ليكون هو كذلك. خلقه جسدا و روحا و نفسا و عقلا و حدد له أطر التفكير و الوجدان و بين له حدود جسده و ضوابط عقله و نفسه.
من هنا كان القرآن العظيم و كانت آياته المعجزات المنزلات تخاطب العقل و العاقلين ، و تخاطب النفس فتكشف نوازها و أهواءها و ترشدها إلى الصواب، و تخاطب الجسد من خلال العقل و النفس لأنه وحده مادة لا تفقه و لا تفكر و لا تحب.
ل قد جاء القرآن الكريم خير محرك لمخلوقات الله كي تدرك البداية و النهاية لتكون السعادة شاملة في الدنيا و الآخرة.