تحميل كتاب الإجتهاد فى مقابل النص pdf

تحميل كتاب الإجتهاد فى مقابل النص pdf

الكاتب: عبد الحسین شرف‌ الدین

التقييم:3.90

Goodreads

ليس لاحد أن يحمل من المأثور عن الله تعالى آية أو عن رسوله سنة إلا على ظاهرهما المتبادر منهما إلى الاذهان، وليس له أن يحيد عن الظاهر المتبادر فضلا عن المنصوص عليه بصراحة، الا بسلطان مبين، فان كان هناك سلطان يخرج به الظاهر عن ظاهره عمل بمقتضاه، والا فقد ضل وابتدع، هذا ما عليه الامة المسلمة - امة محمد صلى الله عليه وآله - بجميع مذاهبها، فان من دينهم التعبد بظواهر الكتاب والسنة، فضلا عن نصوصها الصريحة. جروا في الاخذ بهما، والعمل على مقتضاهما مجرى أهل العرف من أهل اللغات كلها، فان أهل اللغات بأسرهم انما يحملون الفاظهم المطلقة على ما يسبق منها إلى أذهانهم من المعاني، لا يتأولون منها - عند انطلاقها - شيئا، ولا يحملونها على ما تقتضيه أغراضهم ومصالحهم. نعم رأيت - بكل أسف - بعض ساسة السلف وكبرائهم يؤثرون اجتهادهم في ابتغاء المصالح على التعبد بظواهر الكتاب والسنة ونصوصهما الصريحة يتأولونها بكل جرأة ويحملون الناس على معارضتهما طوعا وكرها بكل قوة وهذا أمر ليس له قبلة ولا دبرة فإنا لله وانا إليه راجعون. وقد قال الله تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} و {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}. فنطقه صلى الله عليه وآله كالقرآن الحكيم {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}. فليس لمن يؤمن بهذه الايات أو يصدق بنبوته صلى الله عليه وآله أن يحيد عن نصوصه قيد شعرة فما دونها، وما كان القوم كحائدين، وانما كانوا كمجتهدين متأولين {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}. واليك في كتابنا هذا “النص والاجتهاد” من موارد تأولهم للنصوص واجتهادهم في ايثار المصلحة عليها. فخذها اليك مائة مورد في فصول سبعة ولك بعد ذلك رأيك.