تحميل كتاب الأعراف; برزخ بين جنتين pdf
الكاتب: أنور السباعي
التقييم:4.65
تبدأ الرواية بمشهد الإمام البلقيني ّ و هو جالس في زنزانة (فارهة) بحسب مقاييس الجحيم السوري .
الإمام البلقيني شيخ الإسلام و حجة الله على الأنام كما يلقبه الناس, الشيخ السلفي ّ المؤيّد للثورة السورية و الذي يصنّف من قبل المجلات العالمية كأحد أكثر الشخصيّات تأثيرا ً في العالم الإسلامي.
من زنزانته التي يلهو بها بأقداح الشراب على أنغام الأناشيد الصوفية, يطلب رجلا ً بالاسم ليشاركه المعتقل, و بسبب علاقته المريبة بمدير السجن يلبّي السجانون طلبه ليقوم غياث باقتحام الصورة بجسده النحيل.
يصاب غياث بالدهشة و يتفاجأ بتلك الدموع التي يهرقها الإمام البلقيني عليه ما أن يقابله, حضنه له, طريقة استقباله التي تشبه استقبال والد لابنه أو لأخيه الصغير, كيف هذا و غياث لم يقابل الإمام في حياته؟
ثم يصعق أكثر حين يرى الإمام السلفي ّ يتعاطى المسكرات( المستوردة) على مذهب أبي حنيفة , كما يدّعي.
غياث الشاعر الثوريّ الآتي من درعا , الكافر بكل أديان الأرض و كل ّ آلهة السماء, غياث الذي يؤمن بأن الأعراف ( الأرض الفاصلة بين الجنة و النار )هي المصير النهائي للبشرية.
هذه الزنزانة ستكون مسرحا ً للحكاية, يسبر الإثنان أكثر المواضيع إشكالية في الدين, من سؤال العدالة الإلهية و حتى سؤال المصير, مصير البشرية الذي سيقدم له الإمام جوابا ً في خاتمة الرواية لم يكن ليخطر على بال غياث.
بذور النبتة الداعشية، الصراع السني الشيعي ، كيف تحولت الثورة السورية من ثورة مدنية سلمية إلى ثورة اسلامية مسلحة؟
لماذا يتلّقى الإمام البلقيني معاملة خاصة و يتم تلبية كل ّ طلباته في السجن؟
يتبادل الاثنان أسباب سجنهما, غياث كان من المتظاهرين الأوائل, بينما الإمام يسرد عليه قصة تعود بالزمن لثلاثين عاما ً مضت, قصة سيحرص غياث على مقاطعته و هو يحكيها مرددا ً السؤال الذي يبحث عن إجابته منذ خطا أول خطوة له في هذه الزنزانة الفاخرة ( لماذا أتيت بي أنا بالذّات يا إمام؟ لماذا كنت تبكيني حين رأيتني للمرة الأولى و أنا لا أعرفك قبل الآن ؟).
تمت كتابة الرواية على أنغام هذه المقطوعة الموسيقية, الاستماع لها قد يضفي نغما ً مميزا أثناء القراءة httpswww.youtube.comwatch?v=0D-gE…