تحميل كتاب اخرج منها يا ملعون pdf
الكاتب: صدام حسين
التقييم:3.58
رواية يعتقد انها للرئيس صدام حسين……
صار الشيطان يتخلل الإنسان إلى الحد الذي بات الدراويش أو المعنيون بالطب الروحي غير قادرين على إخراجه من جسم من يتخلله عابثاً بروحه، حتى لو رددوا آلاف المرات وهم يضربون الأرض بعصيهم على مقربة ممن دخله الشيطان أو حتى على قفاه، وهم يصيحون بعد أن يقرأوا ما يقرأونه إخرج منه، أو منها (يا ملعون)”
الرواية لكاتبها كبقية رواياته تحفل بالرموز والإشارات والدلالات. وهي تجسيد للصراع الأزلي بين الشر والخير. الشر بآلياته وأساليبه وقدرته على التحكم بأقدار ومصائر الناس والشعوب، والخير الذي لا بد أن ينتصر في نهاية الأمر وأن طال الزمن.
أحداث الرواية وإن حددها الكاتب بتاريخ يشير إليه إلا أنها رواية تدور في أزمنة لا متناهية، مفتوحة، لكنها حملت ملامح مرحلة محددة أراد الكاتب من خلال الإشارة إليها أن يرسم صورة واقع قائم ومجسد عاشه هو ومعه الكثيرون من أبناء العراق. لقد شكل الابتعاد عن المباشرة والخطابة السمة الأساسية في هذه الرواية، حيث شدد الكاتب على حضور الهم الجماعي، من خلال الحديث عن القبيلة، وانشداد البطلة (نخوة) إلى قيم القبيلة وثوابتها ما هو إلا تعبير عن الرغبة في الإخلاص والتماهي مع قيم القبيلة وروحها.
تدور أحداث الرواية حول شخصيتي حسقيل (حزقيال) وابنة القبيلة (نخوة) ولهذا الاسم دلالته. أما حسقيل الذي يحوك المؤامرات مدفوعاً بطبيعته وميله الغريزي إلى الشر، فإنه يتمكن من الاستحواذ على إرث القبيلة ويصل إلى موقع قيادتها (المشيخة) ثم يواصل سيطرته على القبيلة إذ استولى على ما يساوي دين من عجز عن التسديد من أغنام وإبل وأبقار، بل راح كذلك يستولي على بيوت الشعر العائدة إلى من لا يستطيع التسديد ويبلغ به الأمر أن يطلب الزواج من (نخوة) التي فطنت خبثه ودهائه، ولما يخطط له فاشتعلت حماس أبناء قبيلتها وقادتهم إلى النصر في معركة حاسمة مع حسقيل ومن وراءه من الروم.
وتعبر الرواية في جانب منها عن الصراع التاريخي العميق بين العرب والصهاينة وحلفائهم الغربيين. وتأتي الخاتمة لتبرز إيمان الكاتب بانتصار العرب في النهاية على أعدائهم وجمع شملهم تحت ظل قيادة واحدة. الرواية لكاتبها ربما تعكس بقدر ما رؤية كاتبها لأحداث ووقائع مازالت تحدث في أكثر من مكان من بلاد العرب.