الكاتب: محمد عبد الرحمن العريفي
التقييم:3.83
كــانـت جـارتـنـا عـجـوزاً ..<br />قد يبس جلدها .. واحدودب ظهرها .. ورقَّ عظمها ..<br />وحيدة بين جدران أربعة .. <br />منزلها كأنه مقبرة .. ليس فيه أحد غيرها .. و لا يقرع أحد بابَها ..<br />دعتها زوجتي لزيارتنا ذات يوم .. فلما دخلت بيتنا ..<br />هذه هي الأولى .. أما الثانية .. <br />فقد كنت في ألمانيا .. فطُرق علي الباب .. وإذا امرأة تنادي من ورائه .. افتح الباب ..<br />فقلت لها ما تريدين ..؟ ليس عندي أحد .. ولا يجوز أن تدخلي عليَّ ..<br />فأخذت تنادي وتترجى .. فوليت الباب ظهري .. ومضيت إلى غرفتي ..<br />فما كان منها إلا أن ..<br />أما الثالثة .. فهي عابدة في محرابها .. معتزة بحجابها .. خلقت لقضية واحدة .. تحيا من أجلها .. وتموت من أجلها .. <br />إنها ملكة ..<br />كلمات بريئة .. ونقاشات جريئة .. ودعوات ساخنات .. بل نداءات وصرخات .. <br />إلى الملكة .. التي من أجلها نسحق الجماجم .. ونسكب الدم ..<br />لتستعيد عرشها .. وتعتز بدينها .. <br />فمحرابها يبكي عليها .. ومصلاها اشتاق إليها .. فكيف كادوا لها .. واستلبوا ملكها .. <br />فإليك في هذا الورقات شيئاً من خبرها .. وطرفاً من وصفها ..